"فورين بوليسي": لا نهاية في الأفق للاجئي الحرب في السودان

بعد ما يقرب من عام من الحرب الأهلية

"فورين بوليسي": لا نهاية في الأفق للاجئي الحرب في السودان

 

بعد مرور ما يقرب من 11 شهراً على الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، تحذر وكالات الإغاثة من أن السودان يواجه أسرع أزمة لاجئين في العالم.

ووفقا لمجلة "فورين بليسي" الأمريكية، يبدو القتال الذي بدأ في 15 أبريل 2023، ليس له نهاية في الأفق، ومع ذلك، فإن احتياجات السودان تتنافس على الاهتمام مع الصراعات في قطاع غزة وأوكرانيا، ومع تزايد التحذيرات من المجاعة، أصبح حوالي 25 مليون سوداني -نصف السكان- في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، والتمويل الحالي غير كافٍ على الإطلاق لمساعدتهم، وفقا للأمم المتحدة.

وقال منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، لدبلوماسيين في وقت سابق من هذا الشهر في مقر الأمم المتحدة بجنيف: "لا يزال المجتمع الدولي ينسى السودان.. هناك نوع معين من الفحش في عالم العمل الإنساني، وهو التنافس في المعاناة، التنافس بين الأماكن: لدي معاناة أكثر منك، لذا أحتاج إلى الحصول على المزيد من الاهتمام، لذلك أحتاج إلى الحصول على المزيد من المال".

ولم يتم تمويل النداء الذي وجهه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية العام الماضي لتقديم المساعدة للمدنيين في السودان إلا بأقل من النصف.

وفر ما يقرب من 8 ملايين شخص من منازلهم في السودان منذ أبريل، بمن في ذلك حوالي 700 ألف وصلوا إلى تشاد المجاورة ونصف مليون إلى مصر، وتكافح مخيمات اللاجئين الرسمية لمواكبة وتيرة الوافدين الجدد، حسب ما أفاد جيروم توبيانا مؤخراً من تشاد في مجلة فورين بوليسي.

يفوق عدد اللاجئين السودانيين عدد السكان المحليين بأكثر من 2 إلى 1 في "أدري"، وهي بلدة حدودية تشادية تبعد حوالي 25 كيلومتراً (حوالي 16 ميلاً) عن عاصمة ولاية غرب دارفور السودانية.

وتستضيف أدري الآن 150 ألف لاجئ -مقارنة بعدد السكان المحليين البالغ 68 ألف شخص- وبالكاد يتوفر لهم ما يكفي من الغذاء والمياه النظيفة.

وتقول منظمات الإغاثة إن هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الملاجئ والأدوية والإمدادات الأساسية.

قالت المتخصصة في فريق الاستجابة للطوارئ التابع لمجلس اللاجئين النرويجي أليسون بوتوملي، لـ"فورين بوليسي": "يعيش الناس في الخيام التي بنوها من الملابس والأقمشة البلاستيكية وقطع الخشب".

وتضيف "بوتوملي" أن وكالات الإغاثة دقت ناقوس الخطر بشكل مستمر، لكن ذلك لم يسفر عن مزيد من التمويل، وتتابع: "هناك اهتمام عالمي ضئيل للغاية.. وكلما طال أمد بقاء الناس في المخيمات دون مياه كافية، أصبحت كل مشكلة أسوأ".

فر معظم اللاجئين الذين وصلوا إلى تشاد من العنف الذي استهدفته قوات الدعم السريع ضد السكان المساليت غير العرب، وتشمل التهديدات العنف الجنسي، كانت هناك روايات عديدة عن تعرض النساء والفتيات للاغتصاب، وبيعهن في الأسواق، وإجبارهن على ممارسة الدعارة من قبل قوات الدعم السريع ومختلف الميليشيات العربية المحلية، وفقا لـ"فورين بوليسي".

وفي كثير من النواحي، تمثل الفظائع تكراراً للحرب الأهلية التي بدأت في دارفور عام 2003، فقد فر نحو 400 ألف شخص من دارفور إلى شرق تشاد بعد اندلاع الصراع قبل أكثر من عقدين من الزمن، ولم يغادر كثيرون منهم قط، ويصل إجمالي عدد اللاجئين السودانيين إلى 100 مليون شخص.. تشاد تقترب من المليون.

وتستضيف تشاد أيضاً لاجئين من الكاميرون ونيجيريا وجمهورية إفريقيا الوسطى وسط أزمتها السياسية بشأن شرعية الحكم العسكري تحت قيادة زعيم المجلس العسكري محمد إدريس ديبي.

وحذرت "بوتوملي" من أن التأثير على الدول المجاورة ليس مستداما، ويتزامن تدفق اللاجئين إلى مصر مع أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود، وهي تكافح من أجل التكيف معها.

أفادت وكالة فرانس برس بأن الظروف القاتمة للاجئين في مصر -الذين يكتظون في شقق دون وظائف أو أموال لشراء الطعام- دفعت بعضًا من 4 ملايين لاجئ سوداني فروا من ديارهم إلى العودة إلى ديارهم.

وقال مدير البرنامج الأمريكي في مجموعة الأزمات الدولية، مايكل حنا، لمجلة فورين بوليسي: "هناك حاجة ملحة حقيقية لدبلوماسية دولية أكثر جدية لإنهاء الصراع.. ما تخشاه مصر حقًا هو السيناريو الليبي، أي التفتت الحقيقي للدولة".

وحققت قوات الدعم السريع مكاسب كبيرة في الصراع، حيث استولت على بلدات ومدن في ولاية الجزيرة، التي تمثل سلة الغذاء في السودان، وعاصمة الولاية وقال حنا: "لا يبدو أن الحرب ستحقق منتصراً نظيفاً في أي وقت قريب"، وأضاف: "في غضون ذلك، فإن السيناريو الأسوأ هو أنه كلما طال أمد الحرب، أصبحت الحرب أكثر إقليمية مع انخراط المزيد من الجهات الفاعلة الخارجية".

وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني الأسبوع الماضي إن باريس تعتزم استضافة مؤتمر إنساني للسودان في 15 أبريل، وفي الشهر الماضي، التقى كبار قادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع 3 مرات في العاصمة البحرينية المنامة، وشارك في تلك المناقشات الفريق أول ركن بالجيش السوداني شمس الدين كباشي، وعبدالرحيم حمدان دقلو، شقيق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان "حميدتي" دقلو.

ومع ذلك، لم يجتمع الجنرالات المتحاربون وجهاً لوجه بعد منذ بدء الحرب، ولا يبدو أنهم مستعدون لإنهاء قتالهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية